عادات البدو

عادات وتقاليد العرب

الضيافة أو إكرام الضيف 

استقبال الضيوف واستضافتهم وهو عمل كريم محبب للمسلم الصادق، ودليل واضح على قوة إيمانه، وهذه المعاني قد استخرجت من تعاليم النبي الذي حثنا على إكرام , وفي التنزيل العزيز" قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ "إن إكرام الضيف من مكارم الأخلاق، وجميل الخصال التي تحلَّى بها الأنبياء، وحثَّ عليها المرسلون، واتصف بها الأجواد كرام النفوس, فمَنْ عُرِفَ بالضيافة عُرِف بشرف المنزلة، وعُلُوِّ المكانة، وانقاد له قومُه، فما ساد أحد في الجاهلية ولا في الإسلام، إلا كان من كمال سُؤدده إطعام الطعام، وإكرام الضيَّف وإكرام الضيف في طلاقة الوجه، وطيب الكلام.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: "من كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فليُكرم ضيفَه" [رواه البخاري ومسلم].

لقد تميز العرب بإكرام الضيف، وتفردوا بهذه المكرمة، وافتخروا بها على الأمم، ولم تكن خصلة عندهم تفوق خصلة الكرم، وقد بعثتها فيهم حياة الصحراء القاسية، وما فيها من إجداب وإمحال، حيث كان العرب يعيشون في بادية شحيحة بالزاد وحياتهم ترحال وتجوال, لقد كان الكَرَم مِن أبرز الصِّفات في العصر الجاهلي، بل كانوا يتباهون بالكَرَم والجُود والسَّخاء، ورفعوا مِن مكانة الكَرَم, وكانوا يصفون بالكَرَم عظماء القوم، واشتهر بعض العرب بهذه الصِّفة الحميدة حتى صار مضربًا للمثل، كان حاتم الطَّائي مِن أشهر مَن عُرِف عند العرب بالجُود والكَرَم حتى صار مضرب المثل في ذلك.

الضيافة عند البدو أمر عظيم لا يفوقها أي امر آخر، واكرام الضيف هي الصفة الملازمة لأهل البادية، وهي إحدى اركان عاداتهم وتقاليدهم التي توارثوها. فللضيف مكانة عظيمة في نفس البدو لا يتوانون في تقديم له حقه من الضيافة وذلك متى ما دخل في مضربهم وحل في حماهم. ولاشك ان كرم الضيافة طبع اصيل تميز به العرب عن غيرهم من باقي الامم. والضيف عند البدو هو الشخص إذا وفد إلى موضع غير موضعه أو الجماعة إذا حلو عند جماعة أخرى ويسمون (فريق أو قصراء). ويقدم للضيف حق الضيافة حتى لو كان عدواً مادام انه نزل أو دخل بيت مضيفه لأن من دخل البيت فقد أمن على نفسه وخاصة إذا تناول طعاماً أو شراباً فيصبح في مأمن ولو كان في وكر عدوه

واجبات الضيافة

ومن تمام الضيافة أن تفرح بمقدم ضيفك، وأن تلاطفَهُ بحسن الحديث، وتشكرَه على تفضله ومجيئه، وتقوم بخدمته، وتظهر له الغِنى وبشاشة الوجه. البشاشة في الوجه خير من القرى.

»وقال ابن حبان: «ومن إكرام الضيف طيبُ الكلام، وطلاقة الوجه، والخدمةُ بالنفس فإنه لا يَذِلُّ من خدَم أضيافه، كما لا يعِزُّ من استخدمهم، أو طلب لِقرَاه أجرًا. وإكرام الناس وسادتهم يقضون هذا الحق، فيقبلون على ضيوفهم، ويرفعون من قدرهم، ويُعلون من منزلتهم، والتقربُ تجمُّلُ الحديث، والبسطُ، والتأنيسُ، والتلقّي بالبشر من حقوق القِرَى، ومن تمام الإكرام. وقالوا: "من تمام الضيافة الطلاقة عند أوَّلِ وهْلَةٍ، وإطالةُ الحديث عند المأكلة".

الأداب التي يجب أن يراعيها المضيف مع ضيفه

v     تعجيل الطعام، لأن ذلك من إكرام الضيف، قال حاتم الأصم: العجلة من الشيطان إلا خمسة فإنها من سنة النبي محمد " اطعام الضيف، وتجهيز الميت، وتزويج البكر، وقضاء الدين، والتوبة من الذنب ".

v    إذا عزم على ضيفه بالطعام فاعتذر فأمسك عنه بمجرد الاعتذار وكأنه تخلص من ورطه، كان ذلك علامة على بخله وسوء تصرفه، بل لا يقول لضيفه: هل أقدم لك طعاما؟ فإن ذلك علامة البخل أيضا، بل عليه أن يقدم الطعام.

v     وكما قال الثورى: إذا زارك أخوك فلا تقل له أتأكل؟ أو أأقدم إليك؟ ولكن قدم فإن أكل وإلا فارفع.

v     ألا يبخل بمائدة، أو يوارى بعض الطعام.

v     حكى عن بعض البخلاء أنه استأذن عليه ضيف وبين يديه خبز وزبدية فيها عسل نحل، فرفع الخبز، وأراد أن يرفع العسل، فدخل الضيف قبل أن يرفعه، فظن الرجل أن ضيفه لا يأكل العسل بلا خبز، فقال له: ترى أن تأكل عسلا بلا خبز قال: نعم، وجعل يلعق العسل لعقة بعد لعقه، فقالا له هذا البخيل، مهلاً يا أخى والله أنه يحرق القلب، قال: نعم صدقت ولكن قلبك ".

v     ومن الآداب التي يراعيها المضيف كذلك ألا يرفع المائدة قبل أن يأخذ الضيف كفايته من الطعام.

v     وكذلك لا يشبع قبله ثم ينصرف ويتركه لأن ذلك يحرج الضيف، بل حتى لو كان شبعانا أن يشاركه أو حتى يوهمه بالمشاركة ومحادثة الضيف بما يميل إليه نفسه.

v     ولا ينام قبله.

v     ولا يشكو الزمان بحضوره.

v     كما لا يكلف نفسه فوق ما يطيق.

v     وكذا من السنة تشييع الضيف إلى باب الدار.